:البسملة:
سلسلة السيرة النبوية المحمدية موضوع اليوم بداية سلسلة السيرة النبوية سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم .السيرة النبويةأهمية دراسة السيرة النبوية ومعرفتها
لدراسة السيرة النبوية أهمية عظيمة في مسيرة الحياة البشرية. فإذا كان العظماء والقادة دائمًا يحرصون على كتابة مذكراتهم وسيرهم الذاتية حتى يتلمس الناس في تلك السيرة مواطن الاقتداء والاستفادة، إذا كان الأمر كذلك فإن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي أولى السير بالدراسة، وتكمن أهمية دراسة السيرة النبوية في النقاط الأساسية الآتية:
1/
التثبت والتوثق من سيرة الرسول :التثبت والتوثق من سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لأن سيرته محمد صلى الله عليه وسلم تعد رسمًا لطريقه التي سلكها، وقد أمرنا الله تعالى باتباع هديه، فكان لا بد من توثيق وإثبات كل ما ينسب إلى سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأن ذلك أصل من أصول الدين . لذلك امتلأ القرآن الكريم بذكر سير الأنبياء السابقين، وقد ذكر الله تعالى الحكمة من ذلك في كثير من الآيات من ذلك قوله تعالي
" وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين " سورة هود آية: 120.
بعد أن ذكر الله تعالى تسعة عشر رسولًا في آيات متتالية في سورة الأنعام، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهديهم فقال
" أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده " سورة الأنعام آية: 90.
2/
معرفة تفاصيل سيرة الرسول :معرفة تفاصيل سيرته صلى الله عليه وسلم حتى يمكن الاقتداء به في جميع شئون الحياة، حيث كانت سيرته تطبيقًا عمليًا لأحكام الإسلام وشريعته، حتى لا يظن ظان أن هذه الأحكام غير قابلة للتطبيق، وقد قال الله تعالى
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} سورة الأحزاب آية: 21.
ولما سئلت عائشة رضى الله عنها عن خلق الرسول قالت: كان خلقه القرآن .
3/
دعم صدق نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم :إن تقديم السيرة النبوية الموثقة بأسانيدها المتصلة إلى مصادرها الأصلية المتضافرة، والتي تبين كل ما يتعلق بحياته صلى الله عليه وسلم بجميع تفاصيلها سواء كان في شئونه الخاصة أو العامة، مهما بلغت تلك التفاصيل من خصوصية، وسرد الحوادث التاريخية التي صاحبت تلك الحقبة مع وجود الآثار المادية التي تؤكد البحوث العلمية صحتها ومطابقتها للمذكور في الحوادث التاريخية كل ذلك يدعم صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لأنه مهما بلغ المرء من عظمة، فإن من العسير أن تتوافر له الظروف التي تمكن من متابعة جميع مسيرة حياته حتى من قبل ولادته إلى وفاته، فإذا تم ذلك لشخص، وتضافرت المصادر المتعددة على رصد وتسجيل مسيرة حياته، دون أن تختلف تلك المصادر على شيء ذي بال، إلا في أمور يسيرة تحتمل التأويل بيسر، دل ذلك على أن هذا ليس أمرًا طبيعيًا بل هو أمر خارق للمعتاد مما يؤكد رعاية الله له تصديقًا لنبوته.
4/
معرفة عظمة الإسلام وقوته :معرفة عظمة الإسلام وقوته، عندما ندرك أن هذا الدين قد أرسى قواعده وأحكامه، وقلب موازين القوى السياسية والاجتماعية والثقافية لأجزاء كبيرة من الكرة الأرضية، ثم قدم نموذجًا حضاريًا قويًا ظل عطاؤه مستمرًا حتى يومنا هذا، وتظهر لنا هذه العظمة جلية إن علمنا أن هذا البناء الضخم قد تم تشييده في فترة وجيزة هي مدة حياته صلى الله عليه وسلم بعد الرسالة التي لم تتجاوز ثلاثا وعشرين سنة فقط.
يتبع ...( لا يسمح بالتعليق على الموضوع ) ..